القدس العربى - إنتقلت معركة النقاب من ساحات
المساجد والفضائيات إلى ساحات المحاكم.
وفي إطار المساعي التي تقوم بها المنتقبات من أجل
إقرار حقهن في الإقامة بالمدن الجامعية ودخول قاعات
الدراسة بالنقاب أقامت 4 طالبات بكلية طب جامعة
عين شمس طعونا أمام محكمة القضاء الإداري ضد الدكتور
أحمد زكي بدر رئيس جامعة عين شمس بصفته، لوقف
وإلغاء القرار الصادر عنه بمنع الطالبات المنتقبات
من الإقامة في المدن الجامعية التابعة لإدارة الجامعة.
والطالبات الـ4 اللاتي أقمن دعاوى الطعن هن: آية
صلاح الدين أحمد، والزهراء طه عبد المنعم، وسمر رضا
حمدان، وشيماء بكري محمد.
وجاء في مذكرة الدعوى أن القرار جاء مخالفا لنص
المادة 40 من الدستور والتي تنص على: 'أن كل
المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق
والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو
الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة'، كما خالف
المادة 57 من الدستور والتي تنص على: 'كل اعتداء
على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين
وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها
الدستور والقانون جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا
المدنية الناشئة عنها بالتقادم، وتكفل الدولة
تعويضا عادلا لمن وقع عليه الاعتداء'، مشيرة إلى أن
ما حدث هو قمة الاعتداء الصارخ على الحرية الشخصية.
واستندت المذكرة إلى أحكام القضاء الإداري الصادرة
بأحقية المرأة في ارتداء الحجاب أو النقاب متى وأين
شاءت، وأن للشخص الحقّ في ارتداء ما يشاء من ملابس
طالما كانت مناسبة ومتوافقة مع السلوك والآداب
العامة، وأن هذا الحق كفله الدستور والقانون لجميع
المواطنين، مضيفة إلى أن ارتداء الحجاب بكافة أشكاله
عمل غير محرم، بل يحافظ على كيان المرأة، وبالتالي
فإن قرار رئيس الجامعة بمنعهن من الإقامة في المدن
الجامعية جاء مخالفا لأحكام القانون وغير مستند لأية
أسباب؛ الأمر الذي يستوجب معه إلغاء القرار
السلبي، وما يترتب عليه من آثار وأضرار أهمها التعدي
على حرية المواطنين وحرمان الطالبات من السكن بالمدن
الجامعية وتعطيلهن عن تحصيل دراستهن.
وفوجئت الطالبات المغتربات بجامعة حلوان مساء أمس
بقيام مشرفي المدينة الجامعية، بقيادة محمود عتمان
قائد حرس الجامعة، بطرد زميلاتهن المنتقبات من
المدينة؛ بعد إجبارهنّ على توقيع قرارات إخلاء جبري
بالإكراه، تفيد بمخالفتهن لقواعد الأمن داخل
المدينة.
ولجأت الطالبات بعدها للدكتور محمد النشار نائب
رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب لنجدتهن من
المبيت بالشارع، ففوجئن به يسأل إحداهن قائلا: 'إنت
لابسة النقاب ليه؟، لو لابساه وقار فالوقار إنك
تقعدي في البيت ومتجيش تتعلمي أصلا، إنتوا بتاخدوا
اللي على مزاجكم من الدين وتسيبوا الباقي'.
واشترط الدكتور النشار على الطالبات كتابة إقرارات
بخلع النقاب داخل المدينة شرطا لتسكينهن؛ الأمر الذي
اضطرت إليه الطالبات رغبة في إنهاء أزمتهن، خاصة
أنهن يلاقين دائما ردّا واحدا من أيٍّ من مسؤولي المدينة؛
حيث يقول لهم: 'أنا خلّصت الورق اللي عندي،
والقرار مش في إيدي.. اقلعي النقاب تدخلي!'.
وقالت إحدى الطالبات المنتقبات إنهن يعانين من
التأخر في محاضراتهن، والبحث عن مكان للمبيت؛ مشيرة
إلى أنها من الوادي الجديد، فلا تستطيع الذهاب إلى
منزلها والعودة كل يوم كما تفعل بعض زميلاتها ممن
يقطنّ بلدانا قريبة، ولهذا لجأت للسكن في المدينة
الجامعية.
واشارت طالبة أخرى بكلية الطب الى أنها وزميلاتها
يقمن بالدعاء على وزير التعليم ورؤساء الجامعات في
صلاة التهجد ليلا بعد ان تحولن بسبب قراراتهم المجحفة
إلى مجموعة من الفتيات المذعورات الهائمات على وجوههن
في الشوارع بحثا عن مأوى.
وفي سياق متصل حرر العشرات من الطالبات المنتقبات
الممنوعات من السكن بالمدينة الجامعية بجامعة القاهرة
مجموعة من المحاضر بقسمي بولاق الدكرور والجيزة ضد كلٍّ
من: الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة
للبحث العلمي، والدكتور حسام كامل رئيس جامعة
القاهرة لتعنتهما في تسكينهن داخل المدينة الجامعية.
وقالت إحدى الطالبات إنه لا يليق أبدا أن يمنعوا
الملتزمات من السكن بالمدينة ويتركوا المتبرجات، مشيرة
إلى أن الحجة التي يتذرعون بها بأن رجالا تنكروا في زي
منتقبات للدخول إلى المدينة يمكن الرد عليها بتخصيص
سيدة على باب المدينة؛ للتأكد من هوية الطالبة
المنتقبة أثناء دخولها. وأضافت إنهن لن يتركن حقهن
بالسكن في المدينة، خاصة أنهن حاصلات على تقديرات
امتياز وجيد جيدا.
جدير بالذكر أن وزير التعليم العالي أصدر قرارا
بمنع الطالبات المنتقبات من السكن في المدينة الجامعية
بالجامعات المختلفة، تبعه قرار من شيخ الأزهر بمنع
ارتداء النقاب بالمعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر.
وقد تحوّلت وقفات الطالبات المنتقبات الممنوعات من
دخول المدينة الجامعية التابعة لجامعة القاهرة إلى
مظهر يومي بسبب كثرتها. وقد شهدت جامعة القاهرة
مؤخرا مظاهرة طلابية كبيرة صامتة، شاركت فيها
اللجنة التنسيقية لطلاب الجامعات (الإخوان- العمل - 6 أبريل).
واخيرا نقول باعلى الصوووووووووووووووت
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم اجعل كيدهم فى نحورهم